اخر التدوينات
تحميل

الصبر والقدرة على تحمل المشقات والفوز بالسباقات الطويلة

تتصف الخيول العربية الأصيلة بصفات ومميزات بعضها خاصة بالخيول، عامة، وبعضها الآخر تنفرد بها من بين سلالات الخيول في العالم. ومن هذه وتلك:

3- الصبر والقدرة على تحمل المشقات والفوز بالسباقات الطويلة

إن قدرة الخيول العربية الأصيلة على تحمل المتاعب والمشاق يفوق كل وصف، ولقد أثبتت التجارب أن قطع المسافات الطويلة هي من اختصاص الجواد العربي الأصيل. وقد نظم في الولايات المتحدة أول سباق للخيل بالنسبة للمسافات الطويلة في فيرمونت بتاريخ 16 و17 سبتمبر 1917، وذلك بمشاركة الخيول العربية الأصيلة. وكانت المسافة طويلة جدًّا حيث أعطيت الأولية في هذا السباق للوقت. امتد السباق على مسافة 154 ميلاً، أي 246 كيلو مترًا، وبوزن 72,5 كيلو غرام. وفاز في المسابقة الجواد العربي الأصيل "يقيس"، وهو جواد أشهب يبلغ 13 سنة من نوع كحيلة العجوز، وقد قطع مسافة 246 كيلو مترًا في ظرف 30 ساعة و16 دقيقة.

كان السباق الثالث الذي نظم في أكتوبر سنة 1921 أصعب سباق على الإطلاق؛ حيث فرض على الخيل أن تحمل 111 كيلو غرامًا، وأن تقطع هذه المرة أيضًا مسافة 60 ميلاً خمس مرات. وقد عمد المشرفون على السباق إلى إدراج مسافات طويلة مرصوفة بالحصباء في برنامج السباق مما جعل قوائم الخيل المتسابقة تخضع لامتحان عسير جدًّا.

وقد ساعدت هذه المسافات الصعبة المعنيين بالأمر على معرفة الخيل التي تتمتع بالقوائم الأكثر صحة وسلامة. وبذل أصحاب الخيول الإنجليزية الأصيلة قصارى جهدهم للفوز بهذا السباق، وكان هذا السباق في غاية الصعوبة بحيث لم يتمكن من بلوغ الهدف سوى سبعة جياد، وذلك رغم التدريبات التحضيرية التي أجريت قبل المسافة. وكان النصر، في هذه المرة أيضًا، من حظ الجواد العربي الأصيل "كرابت بارك" في إنجلترا، ويرجع أصله إلى الجواد مسعود.

ومما يروى عن صبر الحصان العربي ما نقله المستشرق الإنجليزي "ديكسون" عن المستشار البريطاني في الكويت سنة 1930. وفي القصة أنه "كان فيصل الدرويش قد ثار على الملك عبد العزيز آل سعود، وأرسل ابنه عبد العزيز المعروف بعزيز على رأس خمسمائة مقاتل. وكان هدف عزيز الوصول إلى آبار الماء قبل أن يحتلها جيش الملك عبد العزيز. ولكن جيش الملك كان قد سبقه إلى احتلال الماء؛ لأن من يحتل الماء قبل خصمه يضمن النصر بسبب تأمين مياه الشرب للجيش وللخيول في صحراء شح فيها الماء، وكاد ينعدم. وكان الفصل صيفًا ودرجة الحرارة 77 درجة مئوية. واستشار عزيز أصحابه فيما يفعل، فأشاروا عليه بعدم خوض المعركة؛ لأنهم بحاجة إلى الماء إلا أنه خالفهم وقرر أن يخوض المعركة مهما كلف الأمر. واستهلك جميع الماء الذي كان بحوزته، وسقًا فرسه قبل بدء القتال. وكانت النتيجة أن قتل عزيز وهزم جيشه، ولاذ عبده بالفرار على ظهر فرس سيده الشهيرة، وتوجه بها إلى الجهرة في اتجاه الكويت والتي تبعد عن مكان المعركة 290 كيلو مترًا قطعها العبد في صحراء قاحلة تحت أشعة الشمس المحرقة لمدة ثلاثة أيام دون أن تتناول الفرس ماءً أو طعامًا.


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 أصله عربي
برمجة : أصله عربى